الجمعة، 6 نوفمبر 2009

فاطمة هال

موعدنا الان مع قصة نجاح اخري .هذه المرة نلتقي مع امرأة وام عربية تحدت كل المصاعب والظروف وواجهت العالم كله حتي حققت هدفها.

منذ 20 عاما كان لدي فاطمة هال شغف للمطبخ المغربي التقليدي حتي اصبحت الان صاحبة واحد من اكبر المطاعم في العاصمة المغربية "المنصورية" وكذلك قامت بتاليف العديد من الكتب المتخصصة في فن الطهي المغربي والذي كان يتوارث من الامهات لبناتهن والذي تاثر ايضا بعدة ثقافات مثل البربرية و الافريقية والعربية والاندلسية واليهودية وحتي الصينية -لا اعرف كيف؟- فالمطبخ هو ما تخصصت فيه فاطمة وهو كل ماتريد ان تنشره بين الناس ،بكلمات اخري اصبح المطبخ المغربي هو شغف فاطمة هال.لذا ان الاوان لنعرف من هي فاطمة هال؟.

تتحدث فاطمة هال عن نفسها قائلة:
ولدت في مدينة وجدة بالمغرب حيث زوجي في سن صغيرة جدا (17عام)لاحد ابناء عمومتي في باريس،وكان لدي 3 اطفال بالفعل وانا عمري 21 عاما فقط.ثم اكملت دراستي الجامعية حيث درست الادب العربي ثم الانثولوجيا "علم الاجناس" قبل ان اتجه للعمل في مجال حقوق المرأة حتي اصبحت مستشار تقني لوزيرة شئون المرأة.
بعد ذلك أردت ان انشئ شركتي الخاصة، ففكرت فيما أجيد فعله .وهكذا اتت فكرة انشاء المطعم.لكن عندما يفتتح المرء مطعما ياتي اليه الجميع ليتعرف عليه وعلي ابداعه. ساعتاه ليس لديك الحق ان تخطئ يجب عليك ان تهتم بادق التفاصيل.هكذا اكتشفت معادلة النجاح الحقيقة في مجال الطهي.لذلك سافرت الي المغرب حيث تعلمت من النساء هناك لاستمع من هن حيث جلست علي الارض ادون ملاحاظتي واسجل كلامهن.اكتشفت هناك كيف ان تاريخ البشر يخرج اليك عن طريق طعاهم.

ثم تكمل فاطمة متحدثة عن فكرة كتاب الطهي المغربي:
في حياتي لا يوجد شئ محسوب .كل ما أقوم به يكون بدافع الاستمتاع او المشاعر او حتي الالم.لذلك عندما اكتشفت كم ستكون الخسارة عند موت هؤلاء النسوة الأميات وكيف ستختفي معهن اسرارهن،قمت بتدوين معارفهن وكنوزهن لاسجل وانقل هذه القيمة العظيمة ومن هنا جائت فكرة الكتاب.
عندما اقابل الاجانب ويعرفون اني من المغرب يتحدثون معي عن الكسكسي وكان كل ثقافة المغرب تم اختصارها في الكسكسي! في البداية كنت استاء بشدة بعد ذلك قررت الا اغضب وانا اكتب كتاب عن الكسكسي، حيث قامت Editions Stockبنشر الكتاب.وفي 2001 قمت بكتابة "المطبخ المغربي" ضمن مجموعة "Les Tables du Mond ".ثم طلب من بعد ذلك ان اكتب مرحعا عن الطبخ المغربي ليكون ملخصا لعشرين عاما من العمل. كان تركيزي ينصب علي تجميع وايجاد الوصفات التي تكاد تختفي ليس فقط لدي النساء لكن ايضا في المكتبات والوثائق القديمة والتي احيانا تعود للقرن الثاني عشر واحيانا اقدم.فانا في رايي ان الحديث ياتي من خلال القديم.وعلي الرغم مما يساورني من قلق الي اني امتلك من الفضول الحب والشغف ما يكفي لايجاد الوصفات القديمة وموائمتها مع الحاضر.

عندما تحدث عن مشاريعها القادمة قالت:
لقد انتهيت من كتاب جديد والذي سيتم نشره في سبتمبر/رمضان .هذا الكتاب يتضمن كل المساهنات التي دخلت المطبخ الغربي من الثقافة العربية الاسلامية،حيث ان الغرب يميلون للنسيان .علي سبيل المثال ،لقد نسوا من اين اتي الحمص،وكذلك من عرف اوروبا بالقهوة.صورة الاسلام قد تبدوا احيانا سلبية لكن اذا نظرتا للجانب الايجابي فهو يمكننا من رؤية بعضنا البعض واصلاح الروابط فيما بيننا.

تختم فاطمة حديثها قائلة:
حتي الان كان هدفي هو التعلم، فانا اتعلم من امي ومن جدتي ومن جاراتيونساء المغرب ثم اسافر بكل هذا وانشره بين الاخرين.

الي هنا انتهي حديث هذه المرأة المكافحة العظيمة والتي احتوت قصتها علي العديد والعديد من الدروس التي افادتني شخصيا.فلمن يتحجج بالحجج والمبررات والاعذار اقول له ها قد فعلتها امرأة عربية ليس فقط ولكن كانت اما لثلاثة ابناء .فماذا يمنعك انت لتحقق ما تريد.

هذه القصة اهداء لاخت وصديقة عزيزة علي قلبي لاخبرها ان من يريد النجاح ينجح.

المقال مترجم بتصرف عن "حوار مع فاطمة هال" ،وموقع "African Success"

رابط كتب فاطمة هال علي موقع Amazon

هناك تعليقان (2):

  1. قصة رائعة يا احمد تحفز الجميع وخصوصا النساء المحبطات في مجتمعنا شكرا جزيلا لك.

    ردحذف
  2. جميله جدا

    شخصيه فعلا تستحق ما وصلت اليه :)

    ردحذف